المحور الثالث: الشغل بين الاستلاب والتحرر
المادة : الفلسفة.
المجزوءة :الفاعلية والإبداع.
المفهوم: الشغل.
المحور الثاني: الشغل بين الاستيلاب والتحرر.
تأطير إشكالي:
هل الشغل خضوع للحاجة أم هو إبداع للذات ؟ وهل الشغل استلاب للحرية أم تحرر للذات؟
|
تحليل نص "ســــــارتــر": الشغل تحرر.
1- إشكال النص:
هل يؤدي الشغل إلى استعباد العامل ونفي ذاته أم أنه مصدر تحررها وتحقيقها على مستوى الأشياء الطبيعية ؟
2- أطروحة النص:
يرى" سارتر" أنه بالرغم
مما في
نظام "التايلورية" في الشغل
من استعباد
وقهر، فإنه
مع ذلك
عنصر محرر
"لذات العامل"، حيث
يؤدي إلى
إثبات ذاته
على الأشياء
الطبيعية ويعمل
على تحويلها
إلى منتوجات
صناعية مفيدة.
إن الشغل
إذن أداة
تحرر للإنسان، خصوصا
وأنه يخضع
لقوانين ولا
يتم تحت
نزوات التملك
لرب العمل،
كما أن
القوانين يخضع
لها حتى
رب العمل
بحد ذاته.
3- مفاهيم النص:
* الشغل وعلاقته بالاستعباد:
تتجلى مظاهر الاستعباد في الشغل فيما يلي:
- لا يختار العامل شغله.
- لا يختار العامل زمن شغله.
- يتقاضى العامل أجرة ضئيلة لا تتناسب مع مجهوده في العمل.
- تبليد العامل وتشييئه، والتعامل معه كآلة.
- الروتين وتكرار نفس الحركات في العمل.
← وهكذا يؤدي الشغل تحت نظام الآلية إلى العديد من أشكال القهر والاستعباد بالنسبة للعامل.
* الشغل وعلاقته بنظام التايلورية:
يقوم نظام التايلورية
(سمي بالتايلورية نسبة إلى "فريديريك تايلور ") في الشغل على تجزيء العمل، من
خلال قيام العامل بحركات مضبوطة ومكررة تستهدف استغلال جهده من أجل الرفع من الإنتاج. وهو ما جعل هذا النظام يؤدي إلى تشييء العامل ونفي كل حرية وإبداع لديه في الشغل.
* الشغل وعلاقته بالحرية:
الشغل مجال
لتحرر الذات
لأنه:
- لم يعد
يتم تحت
نزوات التملك
لرب العمل،
بل أصبح
يخضع لقوانين
تضمن الحقوق
المشروعة
للعامل.
- يجعل الإنسان(بصفة عامة)
أو العامل(بصفة خاصة)
يثبت ذاته
على الطبيعة،
فيحول أشياءها
ويتحكم فيها.
4- حجاج النص:
استخدم صاحب
النص مجموعة
من الأساليب
الحجاجية من
أجل توضيح
أطروحته:
أ- أسلوب العرض والتحليل:
* المؤشرات اللغوية
الدالة عليه:
-"
يمثل الشغل ..."
- "بهذا المعنى ... "
- "من المؤكد أن ..."
- "فهو يجزئ نشاط
العامل ..."
- "إن رب العمل
يختزل ..."
- "وهكذا يميل ... "
* مضمونه:
إن الشغل
مبدئيا هو
أداة ثورية
يحرر من
خلالها الإنسان
ذاته ويحققها،
لكنه في
ظل شروط
نظام الآلية
تحول إلى
أداة لاستعباد
العامل نظرا
لما يتخلله
من إقصاء
لوعي وإرادة
العامل في
الشغل، والتعامل
معه كآلة
للإنتاج.
ب- أسلوب المثال:
- الاستشهاد بمثال
تورده السيدة
" ستايل " في مذكرة
رحلتها إلى
روسيا في
بداية القرن
18م.
* مضمونه:
عشرون قنا
من الأقنان
الروس، يعزف
كل واحد
منهم نوطة
واحدة بشكل
متكرر كلما
كان ذلك
ضروريا، بحيث
أصبح كل
واحد منهم
يحمل اسم
النوطة التي
يعزفها. وهذا
شبيه بما
يحدث للعمال
في نظام
التايلورية، حيث
يتم اختزال
شغل العامل
في قيامه
بحركات متكررة
مئات المرات
يوميا.