الفرض الأول:
تحليل و مناقشة نص "اسبينوزا" حول الحرية
1: النص
لننتقل إلى الأشياء المخلوقة و المحددة بعلل خارجية، سواء في وجودها أو في فعلها،و لنتصور ببساطة و وضوح المثال التالي: حجر يتدحرج بفعل سبب خارجي، أي بقدر معين من الحركة، ثم بعد ذلك توقفت تلك الحركة، في حين واصل الحجر تدحرجه بالضرورة. إن استمرار الحجر في التحرك هو فعل إكراه، ليس لكونه ضروريا، بل لكونه مدفوعا بعلة خارجية. و ما ينطبق على الحجر ينطبق أيضا على أي شيء آخر، مهما كان التعقيد الذي قد يبدو لكم أنه يتصف به، و مهما تكن الاستعدادات العديدة التي قد يكون حائزا عليها، و ذلك لأن أي شيء كيفما كان لا بد و أنه محدد بعلة خارجية في وجوده و في فعله. تصوروا الآن –إن شئتم- أن ذلك الحجر أثناء تدحرجه، قادر على التفكير و يعرف أنه يبذل جهدا مادام مستمرا في حركته. ففي هذه الحالة سيعتقد ذلك الحجر أنه حر و أن لديه إرادة في التحرك، نظرا لأنه لا يعي سوى الجهد الذي يبذله، و لا يغفل عنه. إن هذا المثال ينطبق تماما على الحرية الإنسانية التي يتفاخر الجميع بامتلاكها، و التي تتلخص في كون البشر لديهم وعي بشهواتهم، إلا أنهم يجهلون الأسباب التي تتحكم فيهم. فالطفل الرضيع يعتقد أنه يشتهي الحليب، و الشاب المنفعل يريد أن ينتقم، و إذا كان جبانا يريد أن يهرب.. كذلك الشأن بالنسبة للثرثار و الشخص المصاب بالهذيان و كل من هو على هذه الشاكلة، يعتقد أنه يسلك في فعله وفق قرار حر تمليه عليه نفسه، و ليس لكونه ينساب وراء الإكراه."
حلل
وناقش؟؟.
الفرض الثاني:
نص 2:
"أنا أفكر إذن أنا موجود"
وهكذا فإني و لما رأيت أن حواسنا تخدعنا أحيانا،
افترضت أنّ لا شيء هو في الواقع على الوجه الذي تصوره لنا الحواس . وكذلك لما وجدت
أن هناك رجالا يخطئون في استدلالاتهم ، حتى في أبسط مسائل الهندسة، ويأتون فيها
بالمغالطات ، وأني كنت عرضة للزلل في ذلك كغيري من الناس ، أعتبر باطلا كل استدلال
كنت أحسبه من قبل برهانا صادقا. وأخيرا، لما لاحظت أن جميع الأفكار، التي تعرض لنا
في اليقظة، قد ترد علينا في النوم ، من دون أن يكون واحد منها صحيحا، عزمت على أن
أتظاهر بأن جميع الأمور التي دخلت عقلي لم تكن أصدق من ضلالات أحلامي . ولكني
سرعان ما لاحظت ، وأنا أحاول على هذا المنوال أن أعتقد بطلان كل شيء، أنه يلزمني
ضرورة، أنا صاحب هذا الاعتقاد، أن أكون شيئا من الأشياء. ولما رأيت أن هذه الحقيقة
: أنا أفكر، إذن أنا موجود ، هي من الرسوخ بحيث لا تزعزعها فروض الريبيين مهما يكن
فيها من شطط ، حكمت بأنني أستطيع مطمئنا أن أتخذها مبدأ أولا للفلسفة التي كنت
أبحث عنها.
ثم إني أمعنت النظر بانتباه في ما كنت
عليه ، فرأيت أنني أستطيع أن أفرض أنه ليس لي أي جسم ، وأنه ليس هناك أي عالم ،
ولا أي حيّز أشغله ، ولكنني لا أستطيع من أجل ذلك أن أفرض أنني غير موجود، لأن شكي
في حقيقة الأشياء الأخرى يلزم عنه بضد ذلك ، لزوما بالغ البداهة و اليقين ، أن
أكون موجودا ، في حين أنني ، لو وقفت عن التفكير، وكانت جميع متخيلاتي الباقية
حقا، لما كان لي أي مسوغ للاعتقاد أنني موجود. فعرفت من ذلك أنني جوهر كل ماهيته
أو طبيعته لا تقوم إلا على الفكر، ولا يحتاج في وجوده إلى أي مكان ، ولا يتعلق بأي
شيء مادي ، بمعنى أن " الأنا " أي النفس التي أنا بها ما أنا، متميزة
تمام التميز عن الجسم ، لا بل إن معرفتنا بها أسهل .
رونيه
ديكارت،" مقالة الطريقة "
إرسال تعليق