دروس أولى باكالوريا في رحاب الفلسفة دروس أولى باكالوريا في رحاب الفلسفة
b:if cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبار
Loading...

آخر المقالات

b:if cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبار
Loading...
جاري التحميل ...

مفهوم الرغبة: مدخل عام


المادة : الفلسفة.

المجزوءة : الإنسان.

المفهوم: الرغبة والحاجة.

 

مدخل عام لمفهوم الرغبة:


 يعد الإنسان كائنا راغبا، إذ أنه يشتبه مع الحيوان في رغباته، و ذلك أن له حاجات بيولوجية غريزية مثله مثل الحيوانات الأخرى، لكن ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ، كونه كائناً يسعى  لتحقيق حاجاته، وفق منطق الوقت، أي تربطه أوقات معينة مرتبطة بالوعي والقدرة على تدبير وتسيير أموره، وبحسب ما يريد وما لا يريد.

 

و هذا يعنى أن الرغبة لها علاقة وطيدة ومتبادلة بالإرادة و العقل . 
ومن هنا نطرح مجموعة من الإشكالات التالية:

  -
كيف تتحدد هذه العلاقة ؟
-
و هل يمكن الوعي بالرغبة و معرفة الدوافع الحقيقية لها ؟

 

يوجد العديد من الغموض حول مفهوم الرغبة، فهي ترتبط بالأبعاد الأساسية للإنسان، بجسده، وانفعالاته الوجدانية، و إرادته العاقلة. هكذا فللإنسان رغبات وجدانية و اجتماعية و جمالية وثقافية ودينية وسياسية...الخ .

 

اعتبرت الرغبة مشكلة في الفلسفة الكلاسيكية وذلك بسبب عمقها المتناقض، أو أنها في جميع الأحوال ملتبسة والواقع أن الرغبة بحث عن موضع نعرف أو نتصور أنه مصدر إشباع للذات الإنسانية، ومن تم فهي تكون مصحوبة بالعناء أو بإحساس الفقد والحرمان. ومع ذلك تبدو الرغبة كما لو أنها ترفض إشباعها مادام أنها بالكاد تشبع، . إنها تعقد وتبقى على علاقة غامضة مع موضوعها: فالرغبة تريد أن تشبع ولا تريد.


 

وبانتقالها من موضع إلى موضوع تكون الرغبة غير محدودة  ولا محصورة، إذ تتجاوز التعاريف المرتبطة بالإشباع الغريزي، أو أنها مضطرة إلى نوع من اللاإشباع جذري وهذا دون شك هو ما جعل تقليدا فلسفيا يدينها أو يرفضها غير أن الفلسفة المعاصرة ستعاود إعطاء الرغبة مكانة تامة، وستنيطها بقيمة إيجابية. فمن حيث إن الرغبة قوة إثبات، فإنها ستعبر عن ماهية الإنسان ذاته، إذ أنها مصدر إبداع لذاته ولأعماله.

 

هكذا يمكن أن نخلص إلى جملة من المفارقات التي تكشف عن هذا البعد الإشكالي لمفهوم الرغبة:


 

واعية # لا واعية              إشباع # لا إشباع

 

رغبة# حاجة                   رغبة # لا إرادة

 

محدودة# لا محدودة           واحدة# متعددة

 

متناهية# لا متناهية            سعادة# شقاء

 

لذة# ألم                          ثبات# تغير

 

إثبات # نفي


 

من خلال  هذه المفارقات يمكن صياغة الإشكال الآتي:


 

-ما طبيعة الرغبة؟ 

-وكيف تتحدد علاقتها بالحاجة؟

 

 

وهل يمكن للحاجة أن تتحول إلى رغبة؟
 
وإذا كانت الرغبة ميلا حول موضوع يكون مصدر إشباع، فهل هو ميل واعي إرادي أم لا؟
 
هل يمكن للإنسان أن يعي رغباته؟
 
وإلى أي حد يمكن الوعي بالرغبة؟ 
وهل إشباع الرغبة يحقق السعادة أم الشقاء؟
 
وإلى أي مدى تتوقف سعادة الإنسان على إشباع الرغبات؟
من هنا تحتل الرغبة مكانة هامة في حياة الإنسان، وتتجلى في مختلف مظاهر و أنماط عيشه. و الغاية الأساسية من مختلف رغبات الإنسان هي تحقيق اللذة و الراحة و البهجة.  
فما علاقة الرغبة بالسعادة ؟
 
و هل يمكن للإنسان أن يكون سعيدا بدون إرضاء جميع رغباته ؟ 

 

 

 

 

 

 





عن الكاتب

Baalla Mohamed
';
Mobile Category

جميع الحقوق محفوظة

دروس أولى باكالوريا في رحاب الفلسفة